الكفاية والكفاءة في التدريس، المفهوم والعلاقة
يخلط الكثير من المهتمين في مجال التعليم والتربية بين الكفاية والكفاءة، ففي التدريس على سبيل المثال يصعب على البعض التمييز بين كفايات التدريس وكفاءة التدريس. في هذا المقال المختصر سنحاول إيضاح مفهوم هذين المصطلحين وعلاقتهما ببعضهما البعض.
كفايات التدريس Teaching competencies
الكفاية competence في اللغة ما يلزم بالضَّبط على قدر الحاجة، إلى حدّ يفي بالغرض ويُغني عن غيره، وتشير كفاية التدريس أو كفايات التدريس إلى المعارف والمهارات والخبرات التي يحتاجها المعلمون لتخطيط مواقف التعلم لطلابهم وتنفيذها وتسهيلها وتقييمها بشكل فعال. وتشمل هذه الكفايات مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك االتمكن من المادة العلمية، والمعرفة التربوية، وإدارة الفصول الدراسية، ومهارات الاتصال، والقدرة على تقييم تعلّم الطلاب. والكفاية الواحدة بهذا المفهوم تتضمن مجموعة من المهارات في المجال الواحد، فكفاية التخطيط للتدريس على سبيل المثال تتكون من مجموعة من المهارات كمهارة تحليل المحنوى التعليمي، ومهارة إعداد وصياغة أهداف التعلّم، ومهارة بناء أنشطة التعلّم، وغيرها.
أمّا كفاءة التدريس efficiency of teaching
فالكفاءة efficiency في اللغة الجدارة والأهليّة للقيام بعمل وحسن تصرُّف فيه؛ قدرة وحسن تصريف. وتشير كفاءة التدريس إلى فعالية وإنتاجية الممارسات التعليمية في تحقيق نتائج التعلم المرغوبة مع الاستخدام الأمثل للموارد مثل الوقت والمواد والجهد. يعمل المعلم الكفء على زيادة تأثير تدريسه إلى الحد الأقصى من خلال استخدام الاستراتيجيات والأساليب التي تعزز التعلم الفعال وتقليل الممارسات غير الضرورية أو غير الفعالة.
وبهذا المفهوم يمكننا القول أنّ توفر الكفايات المهنية لدى الفرد مطلب لتحقيق الكفاءة المهنية، فالمعلم الذي يمتلك كفايات التدريس كالتخطيط للتدريس، والقدرة على تطبيق وتنفيذ طرق واستراتيجيات التدريس، والمهارة في استخدام تقنيات التعليم، وغيرها من الكفايات، فهو بهذا يمتلك كفاءة التدريس، ويمكننا وصفه بالمعلم الكفء.
نرّحب بالتعليقات حول هذا الموضوع في هذه اللوحة، الإضافات الثرية ستُضاف في هذه الصفحة باسم صاحبها.